لغز الغرفة المغلقة - قصة رعب حقيقية


Tuesday 28 June 2016




جريمۂ القتل فعل خارج عن النظام الاجتماعي و الإنساني السوي و معظم الجرائم تثير


الحيرۂ و القلق و الفزع من حيث الأسباب و الدوافع التي أدت إلى ارتڪابها أو طريقۂ القتل التي مورست على الضحيۂ, أو من ناحيۂ أداۂ القتل المستخدمۂ. هناڪ جرائم ترتڪب لأسباب و دوافع شخصيۂ و هناڪ جرائم ترتڪب بلا سبب إلا لمجرد القتل و هي التي يتم




ارتڪابها عادۂ بطريقۂ أڪثر شناعۂ .... إلا أن هناڪ جرائم مقلقۂ و مستفزۂ لا من حيث  الأسباب المذڪورۂ أنما من حيث الڪيفيۂ التي تمت بها زمنياً أو مڪانياً عندما تشير ڪل

لغز, الغرفة ,المغلقة

لغز الغرفة المقفلة

الدلائل على استحالۂ حدوثها, تارڪۂ انطباعاَ بوجود ڪائنات أثيريۂ أو أشباحا 


شريرۂ يمڪنها أن تقتل الإنسان العاديبأڪثر الطرق شيوعاً




لغز, الغرفة, المغلقة
وصل إلى نيويورك بحرا مع آلاف المهاجرين ..

عبر السيد آيسيدور فينڪ البالغ 30 عاما المحيط الأطلنطي مهاجراً من بولندا إلى أمريڪا

ليستقر في الجزء الشرقي من مدينۂ [ نيويورڪ ] في أواخر القرن التاسع عشر, و بعد أن

استقربه المقام هناڪ أسس له عملاً صغير عبارۂ عن مغسلۂ ملابس (محل لغسل الملابس). 

ڪان أيسيدور رجلاً وحيداً لا عائلۂ له, لڪن لم يڪن لديه أيۂ عداواتڪذلڪ, و علاقاته مع 

جيرانه الذين يسڪنون بمحاذاته ڪانت طيبۂ و وديۂ, ڪان يعمل يوميا على غسل الملابس و 

ڪيها ثم توصيلها لأصحابها و العودۂ إلى مسڪنه الصغير الملحق بالمغسلۂ,وهو طراز المساڪن

السائد لأصحاب الأعمال التجاريۂ الصغيرۂ في ذلڪ الوقت


>> في ليلۂ التاسع من مارسعام 1929 , انتهى آيسيدور من تسليم ملابس الزبائن ڪالمعتاد 

وعاد إلى مسڪنه في الساعۂ العاشرۂ و الربع مساءً, و عند الساعۂ العاشرۂ و النصف وصل 

إلى مسامع جاره القريب منه السيد لوڪلان سميث أصواتاً ضاجۂ لعراڪ و صراخ قادمۂ من

مسڪن آيسيدور, و على الفور استشعر بان هناڪ أمر خطير يحدث, انطلق لـوڪلان لـيحضر 

الشرطۂ, و بالصدفۂ ڪان هناڪ رجل شرطۂ قريب جداً من المڪان فقام لوڪلان بإخباره فحضرا 

سوياً إلى الموقع . مضى وقت قصير جدا بين سماع الجار للأصوات و حضور الشرطي إلى

مسڪن السيد آيسيدور, ربما دقيقتان أو ثلاث فقط. 

لغز, الغرفة ,المغلقة
كان يعمل في غسل الملابس ولم يكن له اعداء ..

استفسر الشرطي من الجار و اخذ أقواله حول ما سمعه, بعد ذلڪ طرق الباب و لما لم يجبه أحد

قرر الدخول للمنزل, لڪنه عندما حاول فتح الباب الأمامي وجد انه ڪان مقفلاً من الداخل,فذهب

للباب الخلفي لڪنه ڪذلڪ ڪان مقفلاً من الداخل, استطلع الشرطي جميع نوافذ المسڪن

و ڪانت جميعها مسمرۂ بالمسامير من الداخل و ذلڪ بالإضافۂ إلى ڪونها ذات فتحات صغيرۂ 

جداً لرجل بالغ ليعبر بالقوۂ من خلالها لو حاول ڪسرها.


>> قام الشرطي بڪسر إحدى النوافذ ثم طلب من صبي صغير بأن يدخل من خلالها إلى المنزل 

ليفتح لهم الباب الأمامي دخل الشرطي إلى المسڪن و قام بتفحصه فإذا به يجد جثۂ آيسيدور

ملقاۂ على الأرض و بها آثار ثلاث طلقات ناريۂ اثنتان منهما ڪانتا في الصدر و الثالثۂ ڪانت في 

معصمه الأيسر حيث ڪان ذلڪ جلياً من أثار البارود على معصمه. حاول الشرطي أن يبحث عن

أبواب سريۂ داخل المنزل و بحث خلال الجدران ڪلها ليرى إن ڪانت هناڪ منافذ خفيۂ تؤدي إلى

سرداب ينتهي بعيداً عن المنزل, لڪنه لم يعثر على أي من ذلڪ. ڪان الانطباع الأول من رؤيتهم

لمسرح الجريمۂ ولاستحالۂ إمڪانيۂ وجود شخص آخر في المڪان أن الضحيۂ أقدم على الانتحار

بإطلاق النار على نفسه.


لڪن أين المسدس ؟

لغز ,الغرفة ,المغلقة
لم يعثروا على المسدس ..

لم يڪن هناڪ وجود لأيۂ مسدس في مسرح الجريمۂ على الإطلاق, و عادۂ عندما يقدم أحدهم على 

[ الانتحار بإطلاق النار على نفسه من مسدسه ] , فمن المنطقي أن يڪون المسدس ملقى على الأرض

بالقرب منه أو أن يڪون على الأقل ممسڪاً به في يده, فڪيف اختفى المسدس ؟ من هذا يسهل تخمين

أن هناڪ طرف آخر ارتڪب الجريمۂ, ثم اختفى مع المسدس بطريقۂ غامضۂ و غريبۂ, و بذلڪ تبخر ذلڪ 

الانطباع الأولي الذي أشار إلى أن السيد آيسيدور فينك انتحر, فهل سيقتل نفسه ثم يقوم بإخفاء المسدس

و إغلاق الأبواب و النوافذ ؟.


>> و لم يڪن هناڪ أيۂ مفقودات وجميع ممتلڪات مسڪن الضحيۂ الثمينۂ مازالت موجودۂ , حتى المال 

الذي ڪان في جيوبه و في درج النقود لم يُسرق منه شيء, مما أدى إلى استبعاد دافع السرقۂ. و ڪانت 

مڪواۂ الغاز لا زالت تعمل و موضوعۂ على لوح الڪي, و لم تأخذ الوقت الڪافي منذ أن ترڪها آيسيدور من

يده لتحرق القماش تحتها و هذا يعني أن الشرطي حضر لمسرح الجريمۂ بعد وقت قصير جداً من ارتڪابها. 

قال زبائن فينڪ آيسيدور, أنه خلال السنۂ الماضيۂ ڪان يتصرف بغرابۂ نوعاً ما جعلتهم يشعرون بعدم الراحۂ 

.. لأنه لم يسمح لأي أحد بالدخول إلا لأولئڪ الذين ڪان يعرفهم و أنهم عندما يدخلون إلى المغسلۂ ڪان 

يصر على إقفال الأبواب, و أڪدوا أنه لم يڪن للسيد آيسيدور أيۂ أعداء إلا أنه ڪان مرعوباً من قيام أحدهم

بسرقۂ متجره, و هو خوف مبرر في ذلڪ الحي.


لغز ,الغرفة ,المغلقة
جميع الابواب مقفلة من الداخل ..

لم يڪن هناڪ أيۂ بصمات في مسرح الجريمۂ إلا بصمات السيد آيسيدور فقط !! و إن ڪان 

هناڪ قاتلڪما أشارت المعطيات فڪيف دخل و ڪيف خرج ؟؟ فإنه يستحيل أن يڪون هناك

شخص ما يغادر المسڪن ثم يقوم و هو في الخارج بإغلاق الأبواب و النوافذ من الداخل. بالإضافۂ

إلى أن الشرطي حضر إلى مسڪن آيسيدور في وقت قياسي, و لم يصادف أثناء عبوره للشارع

وهو قادم إلى المسڪن أي رجل آتٍ من هناڪ. ڪان موت فينڪ آيسيدور فريداً و غريباً لسبب

غير مفهوم حتى أن المنظرين الأڪثر وحشيۂ اعترفوا بالهزيمۂ أمام حبڪته. 


>> لم تستطع السلطات التفڪير بحل لهذا اللغز إلا أنهم خمنوا أن القاتل ڪان لاعب سيرڪ 

أو جمباز ذا مرونۂ عاليۂ قام بزيارۂ مفاجئۂ واستطاع من دون أن يجذب الانتباه، أن يزحف من 

خلال النافذۂ العلويۂ ذات الممر الضيق، ثم أطلق النار على فينڪ من بعيد، وهرب من خلال 

نفس النافذۂ، محتقراَ ببساطۂ الطريقۂ الأڪثر شيوعاً و هي القدوم من خلال الباب الأمامي

لغز ,الغرفة ,المغلقة
ما الذي حدث في تلك الحجرة الغامضة .. مازال ذلك لغزا ..

>> لڪن حسب أقوال الشاهد الأول و هو جار آيسيدور انه سمع أصوات صراخ و عراڪ قبل أن 

يستدعي الشرطۂ, معنى ذلڪ أن القاتل ڪان في المنزل و تعارڪ مع فينڪ قبل أن يرديه قتيلاً

ثم إن آثار البارود على معصم فينڪ يدل على أن إطلاق النار ڪان من مسافۂ قريبۂ جداً بشڪل

يوضح أن القاتل ڪان يقف أمامه... و هذا ڪله يستبعد فڪرۂ أن القاتل أطلق النار من النافذۂ 

العلويۂ ثم زحف عائداً للخارج. هذه الجريمۂ أثارت التساؤلات منذ وقوعها إلى هذا اليوم فما زال

الڪثير من رجال الشرطۂ يدرسون ملف الجريمۂ ليحاولوا استنتاج [ الڪيفيۂ التي حدثت بها ]. 


>> فهل رتب القاتل مسرح الجريمۂ و اقفل الأبواب و النوافذ أثناء خروجه ؟ و إن ڪان فعل ذلڪ

فڪيف أمڪنه أن يقفلها من الداخل بينما هو في الخارج ؟ لا بل ڪيف استطاع القيام بذلڪ في

وقت قصير ما بين سماع أصوات الصراخ و حضور الشرطي إلى المڪان حتى أن المڪواۂ لم 

تستغرق وقتاً لحرق القماش الذي ڪانت موضوعۂ عليه ؟ أم أنه خرج من باب خفي أو من ممر 

غير معروف أو بطريقۂ غير معروفۂ, حيث لم يشاهده أي أحد و هو خارج, بينما ظلت الأقفال على

الأبواب من دون تحريڪ؟. لڪن يبقى السؤال الذي دار في أذهان الجميع ممن أطلعوا على هذه 

القصۂ هو : هل ڪان القاتل الذي ارتڪب هذه الجريمۂ شبحاً ؟ ربما فلا أحد يستطيع أن 

يدحض هذه الفڪرۂ لمجرد أنه لا يستطيع إثباتها.