ما الجن و ما اصلهم ومتى خلقوا و ماهي أسماؤهم وأصنافهم ؟


Saturday 9 April 2016

ما الجن ؟ : الجن عالم آخر غير عالم الإنسان وعالم الملائكة ، بينهم وبين الإنسان قدر مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل والادراك ، ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشر ، ويخالفون الإنسان في أمور أهمها أن أصل الجان مخالف لأصل الإنسان .

الجن ,اصل, الجن ,اسماؤهم, اصنافهم

وسموا جناً لاجتنانهم أي استتارهم عن العیون ، (إنه یراکم هو و قبیله من حيث لا ترونهم ) سورة الأعراف /٢٧ ، .

أصلهم :
أخبرنا الله جل وعلا أن الجن قد خلقوا من النار في قوله : ( والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم ) سورة الحجر /٢٧ ، ، وفي سورة الرحمن ، ( وخلق الجان من مارج من نار )  آية ١٥ ،  وقد قال أبن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن وغير واحد في قوله: (مارج من نار ) طرف اللهب ، وفي رواية من خالصه وأحسنه : ( البداية والنهاية 1 / ٩ه ) وقال النووي في شرحه على مسلم : « المارج اللهب المختلط بسواد النار . وفي الحديث الذي أخرجه مسلم عن عائشة ، عن الني حيْث قال : خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من نار ، و خلق آدم مما وصف لکم » .
الجن ,اصل, الجن ,اسماؤهم, اصنافهم
متّی خلقوا؟
لا شك أن خلق الجن متقدم على خلق الإنسان لقوله تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ، والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) سورة الحجر / ٢٩ - ٢٧ ، فقد نص في الآية أن الجان مخلوق قبل الإنسان ، ويرى بعض السابقين أنهم خلقوا قبل الإنسان بألفي عام وهذا لا دليل عليه من
كتاب ولا سنة.

أسماء الجن في لغة العرب : قال ابن عبد البر : الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان على مراتب :

1 ـ فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا جني .
٢ – فإذا أرادوا أنه مما يسكن مع الناس ، قالوا : عامر والجمع عمار .
٣ - فإن كان مما يعرض للصبيان قالوا : أرواح .
 4- فإن خبث وتعرض قالوا: شيطان .
 ه - فإن زاد أمره على ذلك وقوي أمره قالوا: عفريت
أصناف الجن : يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم- في هذا : ( الجن ثلاثة أصناف : فصنف يطير في الهواء ، و صنف حیات و کلاب، و صنف یحلون و یظعنون )رواه الطيراني ، والحاكم ، والبيهقي في الأسماء والصفات بإسناد صحيح  صحيح الجامع ۳/ه ۸».
لا مجال للتکذیب بعالم الجن : أنكرت قلة من الناس وجود الجن إنكاراً كلياً، وزعم بعض المشركين : آن المراد بالجن ارواح الکواکب و مجموع الفتاوی ۲۸۰/۲۹». وزعمت طائفة من الفلاسفة : أن المراد بالجن نوازع الشر في النفس الإنسانية وقواها الخبيثة كما أن المراد بالملائكة نوازع الخير فيهم . مجموع الفتاوی ۳۹۹/4.
وزعم فريق من المحدَّثين ( بفتح الدال المخففة) : أن الجن هم الجراثيم والمیکروبات التي کشف عنها العلم الحدیث .
وقد ذهب الدكتور محمد البهي ( في تفسير سورة الجن ) أن المراد بالجن الملائكة ، فالجن والملائكة عنده عالم واحد لا فرق بينهما ؛ ومما استدل به : أن الملائكة مستترون عن الناس ، إلا أنه أدخل في الجن من يتخفى من عالم الإنسان في إيمانه وكفره، وخيره وشره تفسير سورة الجن ص A ) .
عدم العلم ليس دليلاً :
وغاية ما عند هؤلاء المكذبين أنه لا علم عندهم بوجودهم ، وعدم العلم ليس دليلا "، وقبيح بالعاقل أن ينفي الشيء لعدم علمه بوجوده ، وهذا مما نعاه الله على الكفرة :
( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ) « سورة يونس / ٣٩ ، ، وهذه المخترعات الحديثة التي لا يستطيع أحد أن يكابر فيها ، أكان يجوز لإنسان عاش منذ مئات السنين أن ينكر إمكان حصولها لو أخبره صادق بذلك ؟ وهل عدم سماعنا للأصوات التي يعج بها الكون في كل مكان دليل على عدم وجودها حتى إذا اخترعنا ( الراديو ) واستطاع التقاط ما لا نسمع صدقنا بذلك ؟ !
والصحيح :
والقول الحق أن الجن عالم ثالث غير عالم الملائكة والبشر ، وأنهم مخلوقات عاقلة واعية مدركة ليسوا بأعراض ولا جراثیم ، و آنهم مکلفون مأمورون منهيون .
(1) ليس هم أن يحتجوا بما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس أنه كان ينكر مخاطبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للجن وتکليمهم له ، فإن انكاره هنا للمشافهة لا للجن ، ومع ذلك فغير ابن عباس کابن مسعود يثبت مشافهة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ( ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ) .
الأدلة :
 ۱- التواتر : یقول ابن تیمیة ، مجموع الفتاوی ۱۰/۱۹» : لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن ، ولا في أن الله أرسل محمداً - صلى الله عليه وسلم – إليهم  وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن ، أمّا أهل الكتاب من اليهود والنصارى 4. - فهم مقرون بهم كإقرار المسلمين ، وإن وجد فيهم من ينكر ذلك . وكما يوجد في المسلمين من ينكر ذلك ... كالجهمية والمعتزلة ، وإن كان جمهور الطائفة وأئمتها مقرين بذلك . وهذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء تواتراً معلوماً بالضرورة، ومعلوم بالضرورة أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة ، بل مأمورون منهيون ، ليسوا صفات وأعراضا قائمة بالإنسان أو غيره ، كما يزعمه بعض الملاحدة، فلما كان أمر الجن متواتراً عن الأنبياء تواتراً تعرفه العامة والخاصة لم يمكن طائفة من المنتسبين إلى الرسل الكرام أن تنكرهم .
وقال في ص ۱۳ جميع طوائف المسلمين يقرون بوجود الجن ، وكذلك -جمهور الكفار كعامة أهل الكتاب ، وكذلك عامة مشركي العرب وغيرهم من أولاد حام ، وكذلك جمهور الكنعانيين واليونان من أولاد يافث فجماهير الطوائف تقربوجود الجن».
2 - النصوص القرآنية والحديثية : كقوله تعالى: (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) « سورة الجن / 1 ، وقوله : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن ، فزادوهم رهقا ) سورة الجن / 6 » . وهي نصوص كثيرة سيأتي ذكر غالبها في ثنايا هذه السلسلة إن شاء الله .
3 ـ المشاهدة والرؤية : كثير من الناس في عصرنا وقبل عصرنا شاهد شيئاً من ذلك ، وإن كان كثير من الذين يشاهدونهم ويسمعونهم لا يعرفون انهم جن ، إذ يزعمون أنهم أرواح ، أو رجال الغيب ، أو رجال الفضاء . وقد حدثنا الثقات في القديم والحديث عن مشاهداتهم . فهذا عالم جليل يدعى الأعمش يقول : تروّح إلينا جني ، فقلت له : ما أحب الطعام الیکم ؟ فقال : الأرز، قال : فأتيناهم به ، فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحدا ، فقلت : فيكم من هذه الأهواء التي فينا ؟ قال : نعم ، فقلت : فا الرافضة فیکم ؟ قالوا: شرنا. قال ابن كثير بعد سوقه لهذه القصة : عرضت هذا الإسناد على شيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي ، فقال : هذا إسناد صحيح إلى الأعمش . ثم قال : وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة العباس بن أحمد الدمشقي قال : سمعت بعض الجن وانا في منزل لي بالليل ينشد :
قلوب براها الحب حتی تعلقات      مذاهبها في کل غرب و شارق
تهـــــــم بحـب الله ، والله ربهـا       معلقـــــــــة بالله دون الخلائـق ا.
ها کلام ابن کثیر. أقول : وقد حدثني كثير من الثقات عن مخاطبتهم للجن ورؤيتهم لهم ، وسيأتي ذكر شيء من ذلك عند حديثنا عن قدرتهم على التشكل بصور مختلفة  إن شاء الله تعالى .
4- أصلهم الذي خلقوا منه :
أخبر الرسول – عليه الصلاة و السلام – أن الملائكة خلقوا من نور والجن خلقوا من نار ، ففرق بين الأصلين ، وهذا يرد على الذين لا يفرقون بين الجن والملائكة .